اتهام الإسلام بالإرهاب في الغرب سببه الجهل بحقائق هذا الدين

أرجع الأمين العام للأمانة العامة للأوقاف بدولة الكويت الدكتور محمد بن عبدالغفار الشريف أسباب اتهام الإسلام بالإرهاب من قبل الغرب إلى أمرين: أولهما جهل بالإسلام ومبادئه، وهذا دور العلماء بتوضيحه وبيانه، وهذا الأمر يعم أكثر الغربيين، لتقصيرنا في تبليغ الدعوة بالطريقة الصحيحة، أو لسوء معاملتنا مع الآخرين، والأمر الثاني تعمد لتشويه الدين الإسلامي، وهؤلاء علاجهم الإعراض عنهم، قال تعالى: { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}، وقال عزّ من قائل: { وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا}، وقال: { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}.
وشدد فضيلته على أهمية الدور الذي يمكن أن يقوم به العلماء والمؤسسات الدينية في تصحيح صورة الإسلام لدى الغرب، وإبعاد التهم المختلفة عن الإسلام، وقال: إنه يجب على العلماء أن يظهروا الأخلاق النبوية الكريمة بامتثالها، لأن الناس ينفرون من سوء الطباع وخشونتها، لذا يقول تعالى: { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}، ولذا رسالة العلماء اليوم عظيمة لتوضيح هذا الدين، سواء للمسلمين أو لغيرهم من غربيين أو شرقيين، وأهم ما يتأثر به الناس هو السلوك قبل الكلام، فيجب أن يتمثل العلماء أخلاق حبيبهم محمد - صلى الله عليه وسلم - حتى يكسبوا قلوب الناس، لتفتح لهم آذانهم وعقولهم، فالقلب هو بريد العقل، والمؤسسات الدينية رسالتها نابعة من وظيفتها التي أسست لأجلها، وأهمها نشر الوعي الصحيح بآداب الإسلام، والدعوة إلى الله على بصيرة، وبحكمة وموعظة حسنة.
واستشهد بقول الله تعالى: { ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، قال المفسرون: الحكمة، العلم، والعلم علمان: علم بكتاب الله المسطور، وعلم بالكون المنظور، وهذه الصفة لا تتوفر إلا للعلماء، ولذا قال تعالى: { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}، فالوظيفة الكبرى لورثة الأنبياء هي الدعوة إلى دين الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وأهم سبيل لهذه الحكمة هي المخالطة والاحتكاك بالمدعوين، سواء عن طريق المعايشة، أو عن طريق حضور المؤتمرات والمنتديات العلمية، أو عن طريق الإعلام.
وعن كيفية تربية أبناء الأمة الإسلامية على الالتزام بالوسطية والاعتدال، والبعد عن المبادئ الهدامة.. أورد الدكتور محمد الشريف ما قاله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: (إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم، وقوله - عليه أفضل الصلاة والسلام -: (يولد المولود على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه.. الحديث)، وأضاف قائلاً: يتبين مما سبق أن تربية الأولاد مسؤولية جماعية، يشترك فيها الوالدان والمدرسة والمجتمع، أما أهم دور للوالدين فهو القدوة الحسنة، قبل الموعظة البليغة، لذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صلوا كما رأيتمنوني أصلي)، وقال: (خذوا عني مناسككم)، ومن وسائل التربية على الوسطية، مشاركتهم في الترفيه البريء، كما نحب أن يشاركونا في العبادة والعمل الصالح، ومن وسائل تربيتهم على الوسطية، احترام آرائهم، حتى لا يعتقدوا أن الدين مبناه على التشدد.
واسترسل قائلاً: ومن وسائل تربيتهم على الوسطية تعويدهم على التيسير في الدين.. أما المدرسة فأعتقد أنه قد حان وقت حسن اختيار المناهج فيها، والمدرسين والأنشطة حتى نحقق التوازن في تربية الأبناء، أما المجتمع فحسن اختيار الأصدقاء فهم بيئته التي يتأثر بهم أكثر من غيرهم، ويجب ألا نكل أمر تربية أبنائنا لغيرنا.

جـزاك الله خيراً ، مشكور على الموضوع ..