منذ أيام عقدت رابطة العالم الإسلامي مؤتمر نصرة نبي الأمة صلى الله عليه وسلم بمكة المكرمة، وقد كان اختيار الوقت مناسباً في مثل هذه الأيام، حيث إن العالم الإسلامي يقع تحت التهديدات والهجوم والإساءة إلى رسوله، ولقد خرج المؤتمر بتوصيات نرجو الله أن تكون واقعاً، وذات أثر وتأثير بكل الأساليب الممكنة، وأن نرى المركز الدولي للتأليف والترجمة قويّاً وفاعلاً لنصرة رسولنا الكريم وإبراز رسالته وإضاءة تعاليمه ورسالته الخالدة.
حقيقة لقد ازداد تأجج الغضب في العالم الإسلامي ضد التطاول على مقال سيد المرسلين، وأرفع إنسان خلقه الله وشرّفه برسالته الخالدة.. فهذا الاستفزاز الحقير الذي يتمثل في الرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها الصحيفة الدنماركية وهي جريدة تافهة المضمون.. ورسولنا الكريم قد نزهه الله من إثم، وقد اختاره الله رسولاً ونبياً ورحمةً للمؤمنين وخاتماً للرسالات. وهذه الرسوم الحقيرة القميئة لن تنال من مكانة رسولنا العظيم صاحب الخلق الكريم، الذي أوتي جوامع الكلم وأتم الله به مكارم الأخلاق.. ولقد قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا}.
إن الأمة الإسلامية تمثل اليوم ملياراً ونصف المليار من السكان وتواجه في هذا العصر تحديات كثيرة ومتنوعة بسبب تخاذلها وضعفها وتخليها عن تعاليم دينها الكريم، وللأسف فهي عالة على سواها من الأمم، ولعل من يؤسف له أن نجد دولة مثل الدنمارك هذه الدويلة الصغيرة ذات الخمسة ملايين نسمة تصنع الكثير من الغذاء والدواء والتقنية.. إن علينا أن نعي ما يمر بنا اليوم ونستفيد منه دروساً كثيرة بحيث نعتمد على الله ثم على أنفسنا وطاقاتنا، وما أعطانا الله من خيرات كثيرة ونقاطع هؤلاء في بلادنا بحيث نستورد منهم، يجب أن نطور مناهجنا وجامعاتنا ومراكز الأبحاث في بلادنا بحيث نتوجه إلى آفاق العلم والمعرفة والتقنية والإنتاج، ونصل إلى الاكتفاء الذاتي في سائر أمورنا وحياتنا، وننتج كما يفعل الغرب.. إن هذا الإفك وهذه الفتنة التي انطلقت شرارتها من الدنمارك التي كنا نحسبها بلاداً مسالمة والمعروفة بالحليب والزبدة والجبن، حيث يقوم اقتصادها على ذلك كان عليها أن تراعي مشاعر الأمة المسلمة وأن تتحاشى الإثارة والالتزام بالقيم الأخلاقية واحترام الآخرين، وليست حرية التعبير مدعاة إلى الإساءة إلى الأديان فهذه سخافة كبيرة.. إن ردود الفعل الغاضبة على تلك الرسوم والتي تتأجج وتزداد يوماً بعد يوم، وتزداد حالة الغضب وحملة المقاطعة الواسعة ضد المنتجات الدنماركية، إن الأمة الإسلامية سوف تحافظ على كرامتها ومقدساتها. فهل يعي صناع القرار في الدنمارك ذلك ويدركوا موجة الغضب العارمة على نشر تلك الرسوم المسيئة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم؟.
إن المسلمين في جميع أقطارهم غاضبون سواء اختلفوا أو اتفقوا على طرق التعبير عن هذا الغضب، إنها رسالة يجب أن تصل إلى الدنمارك ليعرفوا ردود الفعل، وهل سيعتذر رئيس الوزراء عن هذه الرسومات أم سيظل مكابراً ومردداً أن حرية التعبير جزء لا يتجزأ من الديمقراطية؟.. وأين الديمقراطية عن المعاملة العنصرية للجالية المسلمة والإساءة لها في بلاده.
إن ثورة الغضب التي اعترت العالم الإسلامي لهي رسالة لهؤلاء وغيرهم الذين يسودهم الافتراء والبغض والكراهية للإسلام ورسوله سيطويهم الزمن وسيظل المسلمون أقوياء بدينهم ونصر رسولهم عليه الصلاة والسلام، وسترتد تلك الإساءات إلى أصحابها والله ناصر دينه ورسوله كما قال تعالى: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ}.
موضوع: حول مؤتمر نصرة الرسول صلىالله عليه وسلم وأهميةتفعيل توصياته 
