خذوا بأيديهم

للتفكير في عمل مشروع ما لابد من وضع الخطط ووضع الجدوى الاقتصادية له. والتخطيط هو البداية الفعلية والحقيقية لذلك.
فهناك من لديه الطموح والرغبة الصادقة لإنجاز عمل اقتصادي أو مواصلة التعليم حتى يتسنى له نيل ما يريد.
وشبابنا اليوم لديهم الرغبات والأمنيات، فمنهم من يريد أن يكون رجل أعمال، وآخر يريد أن يكون دكتوراً أو مهندساً. لكن نجد أن هناك عائقاً يعيق ويقف حاجزاً منيعاً لنيل ما يتمنون.
فالمرحلة الابتدائية وهي المرحلة البدائية للتعليم مروراً بالمرحلة المتوسطة ثم الثانوية ومن بعدها تأتي المرحلة الجامعية وهي هاجس كل خريج من المرحلة الثانوية!
فالنسبة المئوية تكون عائقاً لمواصلة الخوض للتعليم في المرحلة الجامعية. نعلم بأن هناك من الشباب من ينتظر الإعلان عن نتائج اختباراتهم النهائية وعند الإعلان نجدهم قد ضعف أملهم وتقلصت حظوظهم بسبب النسبة التي كانت غير كفيلة لقبوله في الجامعات.
ماذا يفعل ذلك الشاب؟
فهناك كثير من الشباب (يتعمد) عدم الدخول للاختبارات النهائية ويضطر أن يعيد السنة من جديد لمحاولة أن يأتي بنسبة عالية (ويلبي الشروط) التي وضعت من قبل المجلس الجامعي.
فهل يعقل بأن كل طالب يجب عليه أن يأتي بنسبة تقارب أو تجاوز 90% حتى يتم قبوله في القسم الذي يرغب فيه؟
كثير من شبابنا (خريجي) الثانوي موجودون الآن في منازلهم ولا يعلمون ماذا يفعلون!
ماذا تفيد شهادة المرحلة الثانوية عند تقديم ملفه لطلب الوظيفة، وكم الأجر الشهري المعطى؟
فلماذا لا يتم إنشاء أقسام (أخرى) في الجامعات لقبول من نسبهم أقل من المطلوب أو أقل تقدير إعطاؤهم اختباراً آخر ويكون (عاماً) في الأدب والطبيعي والشرعي.. لعل وعسى أن يتجاوز؟
هناك شباب يضطرون لإتمام دراستهم الجامعية عبر (الكليات) الأهلية والموجودة لدينا ولديه القدرة المادية لذلك. ولكن لنناقش من لا يملك المال ماذا يفعل؟
فالبطالة تزداد والانحراف والسرقات والخروج من المنزل والأمور النفسية كلها عائد لعدم توفر ما يشغل وقته!
المعاهد الأهلية أسعار خيالية، الجامعات ترفض، وغيرها كثير!
إذاً كيف يبني الشخص مستقبله، وهو يعرف بأن أمامه زواج وتكوين أسرة وشراء منزل؟
3 شبان يقترحون لعمل مشروع تجاري، والمشروع افتتاح (مغسلة للسيارات)، هذا شيء جميل ورائع، ولكن الطامة الكبرى أن يعملوا في المغسلة ويقوموا هم بأنفسهم بغسل السيارات فهنا نقف!
أولهم لديه دبلوم تجاري والثاني لديه شهادة فنية (فني تبريد) والثالث (دبلوم حاسب آلي)..
معللين بعدم توفر الوظيفة والملل من كثرة (التردد) على الدوائر الحكومية والقطاع الخاص دون نتيجة، فتم أخذ قروض من أقاربهم والعمل في المشروع (فهذه حقيقة). قد يجيب أحد (المسؤولين) عن وضعهم:
يوجد وظائف لكن لا يريدون أن يعملوا بأجر شهري قليل!
ونحن نجيبه بأن مشكلة (البطالة) ليست بقلة الوظائف أو كثرتها، إنما الأجر الشهري هو العائق الحقيقي، نعم هو العائق، فكم يقبض شهرياً؟ 2000 إلى 2500 ريال؟ ماذا يعمل بها؟! هل يدخر جزءاً بسيطاً لإتمام زواجه أم لدفع الفواتير الشهرية من جوال وكهرباء وغيرهما؟! وبعد الزواج هل يخصص جزءاً آخر للإيجار؟!
وزارة العمل والمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني والغرفة التجارية.. أليس من المفترض أن يشكلوا لجاناً لكيفية مساعدة شبابنا والوقوف بجانبهم؟
لماذا لا يتم التعاون بين الجهات الآنفة الذكر والقطاع الخاص من جهة أخرى للخروج من هذه الظاهرة والتي تتكرر وتزداد سنوياً؟ فخريجو المعاهد المهنية لم يجدوا الوظيفة والمعاهد الصحية لم يتلقوا أي اتصال من وعود سابقة وخريجو الجامعات (تردد أسبوعي) لمكاتب التوظيف (ديوان الخدمة).
شباب يطمحون بالوظائف موجودون في منازلهم ينتظرون ساعة الفرج، فمن يعينهم ويأخذ بأيديهم؟
نتمنى الإجابة..

جـزاك الله خيراً ، مشكور على الموضوع ..